نظم مركز البحوث القطبية في جامعة خليفة بالتعاون مع المؤسسة القطبية الدولية التي يقع مقرها الرئيس في العاصمة البلجيكية بروكسل، ندوة بعنوان "المستقبل القطبي: الابتكار التعاوني من أجل أرض مستدامة"، والتي سلطت الضوء على "قاعدة الأميرة إليزابيث في القارة القطبية الجنوبية"، أول منشأة بحثية قطبية صفرية الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم.
صُمِّمَت "قاعدة الأميرة إليزابيث في القارة القطبية الجنوبية" لتعتمد بالكامل في تشغيلها على الطاقة المتجددة، سواءً من الرياح أو الطاقة الشمسية، وتقلل بصمتها الكربونية من خلال بنيتها التحتية الذكية وأنظمتها المتطورة للتعامل مع النفايات وقدرتها المعززة على تخزين الطاقة. وتُعَد القاعدة بمثابة نموذج للعمليات البحثية المستدامة في بيئات قاسية وتدعم المهام الدولية في مجالات علم الجليد وعلم الأرصاد الجوية والتاريخ المناخي، كما تُثبِت في الوقت نفسه قدرة العلم على تحقيق التطور بأدنى أثر بيئي ممكن.
وقدم البروفيسور آلان هيوبرت، مؤسس ورئيس المؤسسة القطبية الدولية، شرحًا تفصيليًا خلال الندوة عن القاعدة وأوضح كيف أثبتت جدوى البحوث القطبية ذات الطاقة المستقلة والأثر المستقل، كما تحدثت البروفيسورة نيجات جونسون- أمين، مديرة المؤسسة القطبية الدولية (في المملكة المتحدة) ونائبة الرئيس للشؤون البيئية والدولية، عن "مرصد أندروميدا الأرضي ومركز جامعة أنتاركتيكا" والذي يمثل مفهومًا للجيل التالي للمنصات البحثية ذاتية التحكم بالكامل وصفرية الانبعاثات الكربونية في شرق أنتاركتيكا وتجمع بين البحث والتعليم والتطور التكنولوجي.
وجمعت الندوة خبراء عالميين لبحث قدرة الممارسات صفرية الانبعاثات الكربونية والبنية التحتية الجاهزة للمستقبل على إعادة تعريف البحث العلمي في أشد مناطق العالم برودة، وذلك بهدف تطوير التعاون مع المؤسسة القطبية الدولية وتعزيز القدرات البحثية القطبية لدى جامعة خليفة، مع الالتزام في الوقت نفسه بتحقيق أهداف الاستدامة. واستعرضت مناقشات الندوة أيضًا أمثلة للبنية التحتية البحثية الجاهزة للمستقبل، بما في ذلك القواعد البحثية القياسية ذاتية التحكم ومنصات الاستشعار عن بُعد المدعومة بالذكاء الاصطناعي والمصممة لتقليل الانبعاثات الضارة بالبيئة التي تنجم عن البحث العلمي.
وافتتحت الدكتورة ديانا فرانسيس، رئيسة مختبر العلوم البيئية والجيوفيزيائية بجامعة خليفة، فعاليات الندوة واختتمتها أيضًا، حيث أبرزت التزام دولة الإمارات بتحقيق الاستدامة وطموحها بشأن التوسع في قدراتها البحثية القطبية من خلال علاقات الشراكة الدولية.
وقالت الدكتورة ديانا فرانسيس: "يمثل تعاوننا مع المؤسسة القطبية الدولية خطوة هامة لتطوير ممارسات بحثية مستدامة وصفرية الانبعاثات الكربونية. ونهدف من خلال استلهام النماذج الرائدة كقاعدة الأميرة إليزابيث في القارة القطبية الجنوبية إلى تعزيز دور دولة الإمارات في دفع عجلة التقدم في العلوم المناخية والقطبية على مستوى العالم. وتواصل جامعة خليفة من خلال مبادرات كندوة "المستقبل القطبي" تعزيز الحوار ودعم الابتكار في البحوث المستدامة وتعيد التأكيد على دورها كرائدة عالمية في الدراسات المناخية والبيئية والمتعلقة بالنظم الأرضية.
ترجمة: سيد صالح
أخصائي ترجمة وتعريب