شهد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي ورئيس مجلس أمناء جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، إطلاق مركبة جامعة خليفة ذاتية القيادة، وهي المركبة الأولى من نوعها في دولة الإمارات والتي يمكن تشغيلها دون الحاجة لسائق بسعة 12 راكب لنقل الطلبة وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية داخل حرم الجامعة في ساس النخل، كما شهد سموه أيضًا توقيع اتفاقية تشغيل مركز الإمارات للابتكار في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات "إبتيك" بقيمة 170 مليون درهم إماراتي قامت بها كل من جامعة خليفة ومؤسسة اتصالات ومجموعة "بي تي" البريطانية، وهم المؤسسون الثلاثة لمركز "إبتيك"، بالإضافة إلى هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية في الدولة.
وبهذا الإطلاق، أصبحت جامعة خليفة الجامعة الأولى في الدولة في مجال تطوير مركبة ذاتية القيادة في حرم الجامعة والقادرة كذلك على القيادة في البيئات الخارجية المختلفة، الأمر الذي ساهم في توفير وسيلة تنقل ذكية ومستدامة في الجامعة وتعزيز مبادرات التطوير المستدامة في دولة الإمارات.
وتتميز مركبة جامعة خليفة ذاتية القيادة بأنها تعمل على الطاقة الكهربائية بشكل كامل وهي الأولى من نوعها في دولة الإمارات من ناحية إمكانية تشغيلها ضمن حركة مرورية مختلطة نظرًا لقدرتها على القيادة الذاتية على الطرق مع السيارات والمركبات الأخرى. ويعتبر هذا الابتكار الآمن على البيئة والمبتكر في مجال النقل منصة للبحث والتطوير لأعضاء الهيئة الأكاديمية والباحثين في مركز جامعة خليفة للروبوتات والأنظمة ذاتية التحكم والذي يضم 50 باحثًا ومرافق مختبرات حديثة ومتقدمة ويوفر بيئة فعالة ومتعددة التخصصات لإجراء البحوث والابتكارات المتعلقة بالروبوتات والمركبات ذاتية التحكم.
وفي هذه المناسبة، قال سمو الشيخ حامد: "تؤكد مبادرة تشغيل المركبة ذاتية القيادة في حرم جامعة خليفة في ساس النخل على حرص الجامعة على تحقيق رؤية أبوظبي 2030 في خلق اقتصاد المعرفة ووضع أبوظبي على قائمة الوجهات العالمية للبحث والتطوير، وتساهم في تطوير المعرفة ورأس المال البشري في هذا المجال. أتقدم بالتهنئة لأعضاء الهيئة الأكاديمية وطلبة الهندسة الذي قاموا بهذا الإنجاز المتميز الذي نفخر بأن نشهده في جامعة وطنية في الدولة".
والتقى سمو الشيخ حامد خلال الزيارة بطلاب برنامج النخبة المنخرطين في الخدمة الوطنية الذين قاموا بعرض مشاريعهم الهندسية في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات وأنظمة المعلومات والاتصالات، بحضور العميد الركن عبيد علي المنصوري، مدير الإعلام والاتصال المؤسسي في الخدمة الوطنية والتعرف إلى المشاريع البحثية المرتبطة بالمركبة ذاتية القيادة مع أخذ صورة جماعية مع المجندين. وقام سمو الشيخ حامد عقب إطلاق المركبة ذاتية القيادة بجولة باستخدام المركبة تنقلت بين مباني حرم جامعة خليفة في ساس النخل.
رافق سمو الشيخ حامد في جولته أعضاء مجلس أمناء جامعة خليفة كلًا من سعادة سالم راشد النعيمي، رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة" وسعادة سالم بطي سالم القبيسي، المدير العام لـوكالة الإمارات للفضاء وسعادة حميد الشمري، نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة والرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية والموارد البشرية في شركة مبادلة للاستثمار والدكتور عارف سلطان الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي في جامعة خليفة.
كما قام سمو الشيخ حامد بزيارة إلى مختبر المركبات ذاتية التحكم والذي يضم غرفة عمليات للمركبة ذاتية التحكم حيث تعرف إلى كيفية عمل المركبة وإدارتها والتي تشمل الأنظمة الذكية التي تساعد على إدارة المركبة وتعزيز جوانب الأمن والسلامة ومراقبة سير حركتها والاستفادة منها لتحقيق الابتكار والتطوير، بالإضافة إلى الخطط المستقبلية التي تتضمن مشروع يلبي جميع الشروط اللازمة لقيادة المركبة دون سائق. وقد أبدى سموه اهتمامًا للتعرف إلى المزيد حول خصائص السلامة والأمن في المركبة ذاتية التحكم والتي تشمل تقنيات التتبع ونظام شبكة كاميرات المراقبة وغيرها، فيما استمع إلى شرح قدمه كلًا من الدكتور لاكمال سينيفيرانتي، أستاذ الهندسة الميكانيكية ومدير مركز جامعة خليفة لأنظمة الروبوتات ذاتية التحكم والدكتور جورج مانويل ميراندا دياس، أستاذ الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر.
وتحظى مركبة جامعة خليفة ذاتية القيادة بخصائص تمكنها من الكشف عن المعوقات المحتملة وتجنبها بفضل أجهزة الاستشعار وكاميرات استكشاف الضوء وتحديد المدى ونظام تحديد المواقع "جي بي إس" ووحدات بيانات أجهزة الاستشعار وقياس القصور. وتم تجهيز المركبة كذلك بشبكة واي فاي على متنها لالتقاط البيانات الناتجة خلال العمليات، كما تتميز بقدرتها على القيادة الذاتية بشكل آمن وفعال في مختلف البيئات ذات حركات مرورية متفاوتة كالطرق المنعزلة والمختلطة بالمشاة والدراجات الهوائية والطرق التي تشهد حركة سيارات بسرعات بطيئة، إضافة للظروف الجوية المتقلبة.
وقام سمو الشيخ حامد بن زايد أيضًا باستعراض مشاريع ابتكارية في الجامعة بمشاركة طلاب برنامج النخبة بإشراف ثلاثة من أعضاء الهيئة الأكاديمية وهم، الدكتور فهد المسكري، الأستاذ المساعد في هندسة الطيران والفضاء والدكتور ماجد خونجي، الأستاذ المساعد في قسم الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر والدكتور حمد كركي، الأستاذ المشارك في قسم الهندسة الميكانيكية في جامعة خليفة. وضمت المشاريع المعروضة روبوت ذاتي التحكم صممه طلبة الجامعة بإشراف الدكتور ماجد خونجي، حيث فاز الروبوت بالمركز الأول في فئة الروبوتات الأرضية خلال تحدي دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة 2021، ومشروع آخر لطائرة بدون طيار ذاتية التحكم من تصميم طلبة الجامعة وبإشراف الدكتور حمد الكركي والتي فازت بالمركز الثاني في فئة الطائرات بدون طيار في تحدي دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة 2021، إضافة للنموذج الأولي لفريق النخبة، وهو مشروع طائرة مرنة ذاتية التحكم طوره مجموعة من الطلبة من فريق النخبة بإشراف الدكتور يحيى الزويري، الأستاذ المشارك في قسم هندسة الطيران والفضاء.
وقد اطلع سمو الشيخ حامد بن زايد أيضًا على مجموعة من مشاريع مركز الإمارات للابتكار في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات "إبتيك" تحت إشراف الدكتور نواف الموسى، مدير مركز "إبتيك" بالوكالة.
وحضر سموه توقيع اتفاقية تشغيل مركز "إبتيك" بقيمة 170 مليون درهم بين كل من جامعة خليفة ومؤسسة "اتصالات" ومؤسسة الاتصالات البريطانية "بي تي" بالإضافة إلى هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية في الدولة، وذلك بحضور أعضاء مجلس إدارة مركز "إبتيك" وهم، سعادة الدكتور محمد إبراهيم المعلا وكيـل وزارة الشؤون الأكاديمية للتعليم العالي في وزارة التربية التعليم والدكتور تيم وتلي، مدير عام البحوث التطبيقية في مؤسسة "بي تي" وصالح سيد أحمد، رئيس قسم الخدمات الرقمية وقسم خبرة العملاء التكنولوجية في مؤسسة اتصالات والدكتور ستيف جريفيث، نائب رئيس أول للبحوث والتطوير في جامعة خليفة.
من جانبه قال صالح سيد أحمد يوسف، نائب رئيس المنصة الرقمية وتجربة العملاء في "اتصالات": "نحن سعداء في ’اتصالات‘ بتقديم الدعم لمركز الإمارات للابتكار في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات EBTIC، وبالشكل الذي يمكنه من القيام بدوره في قيادة تكنولوجيا الأنظمة الذكية المتقدمة والمبتكرة للجيل التالي من الشبكات، وتوفير خدمات وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الممكن للجيل التالي من الشبكات. وكمشغل رائد لشبكة الجيل الخامس 5G، تواصل ’اتصالات‘ العمل على تبني وإطلاق أحدث التقنيات والحلول الرقمية، وبما يسهم في تحقيق رؤيتها الاستراتيجية المتمثلة في ’قيادة المستقبل الرقمي لتمكين المجتمعات‘. من هنا، تتطلع ’اتصالات‘ إلى تعزيز علاقاتها مع مركز الإمارات للابتكار في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وبما يسهم في تحقيق المستوى التالي من التنمية، ولعب دور أكبر في الحياة الرقمية للباحثين والمستهلكين والشركات".
من جهته، قال بول أوبرين، مدير الأنظمة الذكية والخدمات الأمنية والعمليات البحثية في البحوث التطبيقية في مؤسسة "بي تي": "يسرنا مواصلة الشراكات مع مركز "إبتيك" في مرحلته الثالثة من العمليات، حيث أثبت المركز نجاحه في العديد من المبادرات المشتركة مع شركائنا كلًا من اتصالات وجامعة خليفة".
وأضاف بول: "تحظى مؤسسة "بي تي" بالتزام طويل الأمد مع منطقة الشرق الأوسط ويسعدنا مواصلة هذا الالتزام لإثراء القدرات في البحوث والابتكار في المنطقة، كما نتطلع للخمس سنوات القادمة التي ستشهد تطورًا ملحوظًا في مركز إبتيك".
ساهم مركز "إبتيك" منذ عام 2009 في دفع عجلة الابتكار في الأنظمة الذكية والمتقدمة، حيث فاز المركز في يونيو 2021 بفئة "أفضل أداة للأتمتة السحابية وأفضل استخدام للأتمتة" عن مشروعه الذي طوره "حلول إس بي إل"، خلال المسابقة المرموقة التي عقدت في المملكة المتحدة "جائزة الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة 2021"، ويشهد هذا الابتكار في الوقت الحالي عملية تحويله لشركة ناشئة بالتعاون مع مركز خليفة للابتكار.